المخلوق؛ ألا ترى أن الذي يعاد، هو الأجسام، وأنه مثل قوله:(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)، ومثل ذلك: العائد في هبته، أي في موهوبه، ألا ترى أن العود لا يكون إلى الهبة، التي هي العقد الموجب للتمليك، إذا انضم إليه القبض، فإذا كان كذلك، كان المراد الموهوب، فكذلك قوله عز وجل:(ثُمّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ).
فإن قلت: فكيف وقعت اللام موقع إلى في قوله: عدت إلى كذا؟
فإن ذلك لايمتنع؛ ألا ترى أنه قد جاء:(قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقّ)، (وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ) و (بِأَنّ رَبّكَ أَوْحَىَ لَهَا)، (وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ).