للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(غالبا) متعلق بالسن فقط، إشارة إلى أنهم قد يكتفون بالإسناد دون السن، قال ابن الصلاح: (وربما اكتفى الحاكم بالتقارب في الإسناد، وإن لم يوجد التقارب في السن)).

قال اللقاني: (فكان الأليق بقاء المتن على ظاهره، وحمله على الغالب، وجعل مقابله الاكتفاء باللقاء دون السن).

- قال السخاوي في " فتح المغيث" (٤/ ١٧٠): (ومثال ذلك: رواية سليمان التيمي عن مِسْعَر ; فقد قال الحاكم: لا أحفظ لمسعر عن التيمي رواية، على أن غيره توقف في كون التيمي من أقران مسعر، بل هو أكبر منه، كما صرح به المزي وغيره. نعم، روى كل من الثوري ومَالِكُ بْنُ مِغْوَل عن مسعر، وهم أقران، والأعمش عن التيمي، وهما قرينان).

- فائدة معرفة هذا النوع: الأمن من ظن الزيادة في السند.

المُدَبَّج:

-[قال الحافظ: (وإن روى كل منهما عن الآخر: فالمُدَبَّج.]-

وقال في "النزهة" (ص:٢٤٣): (وإن روى كل منهما، أي: القرينين، عن الآخر فهو المدبج. وهو أخص من الأول؛ فكل مدبج أقران، وليس كل أقران مدبجا، وقد صنف الدارقطني في ذلك (١)، وصنف أبو الشيخ الأصبهاني في الذي قبله (٢)، وإذا روى الشيخ عن تلميذه (٣) صدق أن كلا منهما يروي عن الآخر؛ فهل يسمى مدبجا؟ فيه بحث، والظاهر: لا؛ لأنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه (٤)؛ فيقتضي أن يكون ذلك مستويا من الجانبين؛ فلا يجيء فيه هذا).

[- أمثلة:]

قال السخاوي في "فتح المغيث" (٤/ ١٦٩): (مثال ذلك في الصحابة: أبو هريرة وعائشة، روى كل منهما عن الآخر. وفي التابعين: الزهري وأبو الزبير كذلك. وفي أتباعهم: مالك والأوزاعي كذلك).


(١) واسم كتابه: (كتاب المدبج).
(٢) واسم كتابه: (ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا).
(٣) قال اللقاني (٢/ ١٣٨٦): (أي: تلميذه الذي لم يشاركه في السن واللقى، وإلا سمي بذلك، ولا كلام).
(٤) وهما الخدان؛ لتساويهما وتقابلهما.

<<  <   >  >>