الجواب: قوله: وهذا فيه نظر رَدّ على الله لأنه سبحانه قال: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
أما المضطر والخائف والمتأول والجاهل فليس هذا موضع الكلام فيهم هنا لأن الشيخ يريد أن يبين عقيدة القلب، ولذلك قال: ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على العمل أو الكلام، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد عليها، فالشيخ هنا لم يتعرض إلا لاعتقاد القلب الذي يفعل الإنسان فيه الكفر مع أنه لا يمكن الإكراه فيه بخلاف القول والعمل.
أما ما ذكر الضال من المعذورين فلا يرد هنا على الشيخ لأن المراد هنا اعتقاد القلب وهذا ليس فيه إكراه ولا عذر لأحد فيه، واختلاق التّهم والمعايب صفات شرار الناس كيف إذا وُجّهت إلى خيار الناس؟.
وأخيراً نحمد الله القائل:{إن الله يدافع عن الذين آمنوا} فقد رَدّ الله هذا الباغي الظالم خائباً ما ظفر من الغنيمة ولا بالإياب، فأبْعَد الله كل غويٍّ حائر مرتاب.
وقد قال سليمان بن سحمان في مثل هذا المتمعلم:
فتَعْساً له من قائل لقد ارْتدى ... ولاشَك جلباباً من الخزي واتّزرْ
وبُعداً له من سالكِ لمهالكٍ ... لقد هام في وادٍ من العِيِّ وانحسر
وتبًّا له من جاهل مُتمعلم ... لقد خاض في بحر من الجهل واغْتمر