إن مما يثسَهِّل على الجاهل معرفة الإسلام هو أن ينظر في بَدْئِه كيف كان، لقد كان قبل الصلاة والزكاة والصوم والحج، كان الإسلام مطلوب من الناس قبل هذه الفروض فمن أتى به فهو المسلم المؤدي ما عليه.
إن الإسلام بكامله في بدء أمره هو شهادة لا إله إلا الله والشهادة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة، تراه في ذلك الوقت مسلم تام الإسلام في وقته مع أنه لا يصلي الصلوات الخمس ولا يزكي ولو كان أغنى الناس ولا يصوم ولا يحج.
إنه يعمل بالإسلام كله وذلك بتركه ما كان يعتقد فيه أنه يقربه إلى ربه وبغضه له والبراءة منه، فهنا يتوحّد عمل قلبه لمعبود واحد أخلص له محبته وخوفه ورجاءه وتوكله وكل عباداته، فهذا هو المسلم وهو الموحّد قبل أن تفرض الفرائض الأخرى، فهذه الفريضة التي قام بها هي الأصل الذي لا يقوم بناء العبادات الباقية القادمة إلا عليه.
فالتّخْلية قبل التّحْلية ليخلص التألّه لمن هو له حقيقة ولا يقبل الشركة فيه.
وهنا كان الإسلام، وهنا كان الكفر والخصومة قبل صلاة