للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لك، وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ السيد (١). فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي (لا إله إلا الله) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها، [الكفار الجُهَّال يعلمون أن مُراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به (٢) والكفر بما يعبدُ من دون الله والبراءة منه، فإنه لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ إن هذا لشيء عُجاب؟}.]

[فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك،] فالعجب ممن يدَّعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك (٣) هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله (٤)، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا


(١) مراده بالسيد ما يعتقده الجهال في بعض الأشخاص الدجالين والمشعوذين الذي يلبسون على العوام بأنهم أهل كرامات وتصرف في الأمور وأنه ينبغي الالتجاء إليهم ودعاؤهم والتوسل بهم إلى الله، فالعامة يسمون هذا الدجال سيداً وهذا معروف معلوم وهذا مراد الشيخ رحمه الله.
(٢) أي تعلق القلب به سبحانه فلا يرجى أحد سواه ولا يدعى غيره ولا تطلب الحوائج إلا منه ولا يستعان إلا به.
(٣) أي يظن تفسيرها والمراد منها هو مجرد النطق بها وهذا ظن فاسد، بل المراد منها إفراد الله بالتعلق آخر ما بينه المصنف رحمه الله من مراد النبي بهذه الكلمة.
(٤) وأقول ما أكثر هذا الصنف ـ لا كثرهم الله ـ ظنوا أن معنى هذه الكلمة والمراد منها، هو توحيد الربوبية فلهذا جهلوا توحيد العبادة وصرفوه لغير الله فطلبوه من الأموات والغائبين وسألوهم مالا يقدر عليه إلا الله وهذا هو الشرك الأكبر وإن سموه توسلاً تدليساً وتلبيساً.

<<  <   >  >>