(٢) وقد بين الله سبحانه وتعالى العبادة التي أمر بها عباده في كتابه فقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} الآية، وغيرها من الآيات الدالة على ذلك. (٣) قد سبق قول الشيخ رحمه الله وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد ومراده رحمه الله أن المشركين تقربوا إلى الله بدعاء الأصنام والأوثان والملائكة والصالحين، وصرفوا لهم أنواع العبادة من الذبح والنذر والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة معتقدين أن ذلك قربة إلى الله ينالون به الزلفى لديه ولكنهم بهذا العمل صرفوا توحيد العبادة لغير الله فبذلك صاروا مشركين وسموا شركهم اعتقاداً بالأولياء والصالحين وما هو إلا الشرك الأكبر المنابذ لدين الله تعالى.