للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، هو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر؟ ولو عمل بكل ما جاء به الرسول، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر، سبحان الله! ما أعجب هذا الجهل. (١)]

[ويقال أيضا:] هؤلاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلوا بني حنيفة وقد أسلموا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويؤذنون، فإن قال: إنهم يقولون: إن مسيلمة نبي، قلنا: هذا هو المطلوب، إذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كفر وحلَّ ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فكيف بمن رفع شمسان أو يوسف، أو صحابياً، أو نبياً، في مرتبة جبَّار السموات والأرض؟

[سبحان الله ما أعظم شأنه، {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون}.]

ويقال أيضاً: الذين حرَّقهم علي بن أبي طالب بالنار، كلهم يدعون


(١) أقول إذا ظهر السب بطل العجب فالمشركون عباد الأموات اعتقدوا أن صرف مخ العبادة لغير الله ليس بشرك وإنما الشرك هو السجود للأصنام وأما الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة بغير الله فهو مما يقربهم إلى الله وقد صرحوا بذلك في كتبهم، ومع ذلك فقد سجدوا لغير الله، يعرف ذلك من درس أحوالهم وشاهد كفرهم عند ضرائح أوثانهم.

<<  <   >  >>