احتال بحيلة الوساطة لصرف القلوب عن المعبود المحبوب، وكم من مشرك يحسب أنه محسن الصّنْع بشركه بل إن المشرك متخذ شِرْكه قربة إلى ربه ويكفيك ما قاله الخبير سبحانه عن المشركين في وصْفِه حالهم مع آلهتهم:{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} تأمل الحصر في (إلاّ) وما فيها من المعنى الكبير المبيِّن أنهم يُريدون التقرب إلى الله بسبب هو أعظم الأسباب المبعدة لهم عنه،
تأمل هذا الكلام يظهر لك الفرقان بين التوحيد والشرك، ويأتي زيادة بيان إن شاء الله، وتأمل ما يُجازى به وما يتهم به من قام بهذا الأمر العظيم طاعة للخالق ورحمة بالخلق فرحم الله الشيخ محمد ورضي عنه فلقد كابد ما كابد مما يعلمه الله، وإنها سنة لم ينفرد بها بل هي سنة من قبله من الهداة المهديين.