والحاصل: أنه لا يجوز لأحد أن يذكر فضائل الكفار ويهمل أخطاءهم ولا يجوز أن نختار أخطاء المسلمين وننسى فضائلهم ولا يجوز أن نختار الآيات التي نوهم العوام بأن فيها ثناء على الكفار ونترك الآيات التي تذمهم وتبين كفرهم وظلمهم وتكذيبهم بالبعث و ... الخ. انتهى.
الجواب: الشيخ في واد الهدى وأنت في واد الضلالة فهو رحمه الله ليس يذكر فضائل الكفار وإنما أراد بيان التوحيد للمشركين في زمانه وأن ما يُقرون به من توحيد الربوبية وهي أفعال الرب سبحانه لا يدخلهم في الإسلام مع وجود الشرك فيهم كأولئك الذين يُقرون بما يقرون به لله ومع هذا يُشركون به.
ولذلك قال الشيخ بعد سياقة الآيات المتقدمة: فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يُسميه المشركون في زماننا الاعتقاد، وذكر بعد ذلك كلاماً يقرر فيه هذا المعنى، ثم قال: فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدّعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة [يعني لا إله إلا الله] ما عرفه جهلة الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من