وكلام الشيخ رحمه الله واضح وليس فيه مطعن لأحد إلا مطعناً واحداً هو من باب:
حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصومُ
كضرائر الحسناء قُلْن لِوَجهها حسداً وبغياً: إنه لَدَميم
فيقال لهذا الضال: الشيخ رحمه الله بدأ كتابه بقوله: (إعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة. وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده) ثم ذكر رحمه الله العبارة التي اقْتطع المالكي.
فالشيخ في بَدْء كلامه ذكر التوحيد وفَسَّره بأنه إفراد الله سبحانه بالعبادة ثم ذكر أن هذا الإفراد لله بالعبادة هو دين الرسل، ثم بدأ بنوح عليه السلام لأنه أول الرسل بعد طُروء الشرك في بني آدم.
ثم قال:(لما غَلَوْا في الصالحين) وذكرهم، أراد رحمه الله أن الذي أوْصلهم إلى الشرك الأكبر هو الغلو في الصالحين ولم يُرد الشيخ أن دينهم فقط هو الغلو.
ولذلك قال رحمه الله بعد الكلام السابق:
(وآخر الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي كسّر صور هؤلاء الصالحين) والنبي - صلى الله عليه وسلم - كسرها لأنها تُعبد من دون الله فانتظم الكلام أوله وآخره وأنه في الشرك الذي سببه الغلو في الصالحين كما حصل لقوم نوح الذين يعرف كل أحد أنهم مشركون وأن شركهم