للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فكتبت صحيفة (المانشستر جارديان) في عددها الصادر في ١٩/ ١٠/ ١٩٥٥م تقول: ((ربما كان من الخير أن يتفق الغرب مع روسيا في الشرق الأوسط على أساس سياسة جديدة، لا تسمح لدول صغيرة في هذه المنطقة من العالم، بأن تقوم بمحاولات خطيرة، وهي للأسف غير جديرة بتحمل المسؤولية)).

وكتبت صحيفة غربية أخرى، (لوموند) في عددها الصادر في ٢٢/ ١٠/ ١٩٥٥م تردد دقات الجرس نفسها، فهي ترى أن ((نشاط إنجلترا الدبلوماسي فيما يخص العالم العربي يجب أن يتجه إلى إقناع الاتحاد السوفييتي بالاعتراف بالوضع الراهن في الشرق الأوسط، في نطاق مناقشات بين الأربعة الكبار)).

وفي هذه السطور تظهر بما لا جدال معه الرغبة والإيحاء ببعض ما يشبه (ميثاقاً استعمارياً) من نوع جديد، وهذا الإيحاء الذي تسوقه الصحافة يأخذ أهميته من الخطب الرسمية بصورة ما، كالخطبة التي ألقاها سير أنتوني إيدن في بورنموث ( Bornemouth) في ٨/ ١٠/ ١٩٥٥م حيث يرى خليفة تشرشل، بمناسبة أخطار صفقة الأسلحة التشيكية أن: ((هذه بالضبط فرصة أمام الدول الكبرى لكي تتفق على أن تحاول التحكم في نفسها، وتتحد لكي تتحكم في الآخرين، وفي هذا يكمن في رأي التفسير الحق لفكرة جنيف .. )).

وحين نلاحظ من ناحية أخرى أن فكرة جنيف تعني التعايش أو الوجود المشترك، فإننا نرى في ضوء تعليقات الصحافة، وبناء على مقترحات رئيس الوزارة البريطانية. أنهم يريدون بتفسير معين للوضع الجديد أن يضعوا في الأوساط الغربية هذه المعادلة.

معايشة أو وجود مشترك = استعمار مشترك.

وذلك كشرط لاستئناف الحوار بين الشرق والغرب.

***

<<  <   >  >>