المأخذ الأول: أن المرء على دين خليله، والصاحب ساحب، والإنسان مؤثر متأثر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، وقال:(مثل الجليس الصالح والجليس السوء) الحديث، فالمرأة التي تسير مع المتبرجة كأنها تماثلها فيما هي فيه من الظاهر والباطن؛ لأن الصاحب ساحب.
وقال بعض العرب في مثل عجيب: رأينا الغراب مع الحمامة فاندهشنا وتعجبنا -لأن الغراب لا يمكن أن يصادق حمامة- فتقصينا فوجدنا الغراب يسير مع الحمامة وفيه علة هي موجودة في الحمامة، يعني: الحمامة عندها عرج في رجلها اليمنى، فنظروا في الغراب فوجدوا فيه نفس العلة في رجله اليمنى.
فإذاً: المرأة المنتقبة التي تسير مع المتبرجة هذا يدل على أن فيها نفس العيب الذي في المتبرجة.
قال الشاعر: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين للمقارن ينسب هذا أول مأخذ على النساء المنتقبات اللاتي يسرن مع المتبرجات.