- نحو قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة ٦]، قرأ قنبل بخلف عنه، ورويس:(السّراط) بالسين، وقرأ الباقون عدا حمزة:(الصراط) بالصاد.
من قرأ بالسين فهو الأصل، وما جاء على أصله لا يسأل عنه.
ومن قرأ بالصاد أبدل من السين حرفا من مخرجها يؤاخي الطاء في الإطباق، وهو الصاد، وهي أخفّ على اللسان وأحسن في السمع، لأن العرب تكره الخروج من تسفّل إلى تصعّد، وتستخفّ الخروج من تصعد إلى تسفل؛ ألا تراهم قالوا: صقت في (سقت)، كراهة الخروج من السين إلى القاف، وقالوا: قست، فلم يبدلوا لخفة الخروج من التصعد إلى التسفل؟
والقراءة بالسين مضارعة لما أجمعوا على رفضه من كلامهم؛ ألا ترى أنهم تركوا إمالة (واقد) ونحوه كراهة أن يصعدوا بالمستعلي بعد التسفل بالإمالة؟
إلا أنهم احتملوا هذا الثقل لأنه أصل «١».
وقال الأزهري: «والسين والصاد يتعاقبان في كل حرف فيه غين أو قاف أو طاء أو خاء. فالطاء مثل: بَسْطَةً وبَصْطَةً [البقرة ٢٤٧]، ومثل: مسيطر وبِمُصَيْطِرٍ [الغاشية ٢٢]، والخاء مثل: سلخ الجلد، وصلخه؛ والغين مثل: