للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باللّبأ «١»؛ ويقولون: نشئت ريحا «٢»، وأصله ترك الهمزة؛ وقرأ أبو جعفر:

اهتزّت وربأت [الحج ٥]، تشبيها بالربيئة، وهو من ربأت القوم، إذا كنت لهم حافظا وعينا.» «٣» «٤»

وتحدّث د. رمضان عبد التواب عن هذه الظاهرة تحت ما سمّاه (الحذلقة) في اللغة «٥»، ورأى أنه: «بعد أن صار الهمز شعار العربية الفصحى، تسابق العرب في النطق به، فأدى ذلك إلى همز ما ليس أصله الهمز، مبالغة في التفصّح، لأنه إذا كانت (فقأت عينه) فصيحة و (فقيت) غير فصيحة، و (وجأت بطنه) فصيحة و (وجيت) غير فصيحة- فإنه لا مانع من تحوّل: (حلّيت السويق) و (لبّيت بالحج) و (رثيت زوجي) إلى: حلّأت ولبّأت ورثأت، عن طريق القياس الخاطئ، مبالغة في التفصح.» «٦»

[٢ - التخفيف:]

- تخفيف الهمز لغة أهل الحجاز «٧».

- وأما اختصاص الهمز بالتخفيف من بين سائر الحروف، فلثلاثة أشياء:

- ثقل الهمزة: قال ابن أبي مريم: «اعلم أن الهمزة لمّا كانت خارجة من أقصى الحلق، استحبت العرب تخفيفها استثقالا لإخراج ما هو


(١) في المطبوع: باللباء.
(٢) أي: شممتها.
(٣) إعراب السبع: ١/ ٢٦٤، وانظر المصدر نفسه: ٢/ ٤٢، ١٥٢؛ والحجة (خ): ٢٧٢؛ والمحتسب: ١/ ١١٧؛ والحجة (ز): ٥٣٠؛ والمفاتيح: ٢٦٣.
(٤) انظر معاني القرآن: الفراء، ١/ ٤٥٩، ٢/ ٢١٦؛ والخصائص: ٣/ ١٤٦، ٢٧٩.
(٥) انظر التطور اللغوي: ١١٥، واللغة: فندريس، ٨٠.
(٦) التطور اللغوي: ١١٧ - ١١٨.
(٧) انظر الحجة (خ): ٨٠ - ٨١، والكشف: ١/ ٨١.

<<  <   >  >>