للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تشديد في القلب، إنما هو بدل لا إدغام فيه، لكن الغنة التي كانت في النون باقية، لأن الحرف الذي أبدلت من النون حرف فيه غنة أيضا، وهو الميم الساكنة «١».

- «وعلة بدل النون الساكنة ميما إذا لقيتها باء أن الميم مؤاخية للباء، لأنها من مخرجها ومشاركة لها في الجهر، والميم أيضا مؤاخية للنون في الغنة وفي الجهر. فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها في الباء، لبعد ما بين مخرجيهما، وبعد إظهارها لما بينهما من الشبه، ولما بين النون وأخت الباء من الشبه وهي الميم، أبدلت منها حرفا مؤاخيا لها في الغنة، ومؤاخيا للباء في المخرج، وهو الميم.» «٢» «٣»

[٤ - الإخفاء:]

- وذلك عند باقي الحروف التي لم يتقدّم لها ذكر «٤»، نحو: مَنْ شاءَ [الكهف ٢٩]، ومَنْ كانَ [البقرة ٩٧]، ومَنْ جاءَ [الأنعام ١٦٠]، ومِنْ قَبْلُ [البقرة ٢٥]، وشبهه «٥».

- «والغنة ظاهرة مع الإخفاء، كما كانت مع الإظهار، لأنه كالإظهار ...


(١) الكشف: ١/ ١٦٥.
(٢) الكشف: ١/ ١٦٥، وانظر الهداية: ١/ ٩١.
(٣) انظر الكتاب: ٤/ ٤٥٣.
(٤) وقد تخفى النون عند الغين والخاء، قال أبو علي: « ... كما أن الخاء والغين لما كانتا آخر مخارج الحلق وأقربها إلى الفم، أجريا مجرى حروف الفم في أن لم تبيّن النون معهما في نحو: منغل ومنخل ... » الحجة (ع): ٦/ ٣٠٣، وانظر الكتاب: ٤/ ٤٥١، والمقتضب:
١/ ٣٥١.
والمنغل هو المنخل أبدلت الخاء غينا للمضارعة. انظر اللسان: مادة (ن خ ل)، ١٤/ ٨٥.
(٥) انظر إعراب السبع: ١/ ٦٣، والحجة (خ): ٦٧، والحجة (ع): ٤/ ٤٤٥ - ٤٤٦، والكشف:
١/ ١٦٦، والهداية: ١/ ٩١، والموضح: ١/ ١٦٧.

<<  <   >  >>