للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك، فالأصل: كأيّ، كما أن الأصل في (كذا) أنه كاف دخلت على الاسم، إلا أنه لما لزم الاسم، وكثر الكلام به، صارت الكلمتان بمنزلة كلمة واحدة، كما أن (لعمري) لما لزمت فيه الاسم اللام، وصارت معه كالكلمة الواحدة- استجازوا فيها القلب، فقالوا: لعمري ورعملي، فقلبت كما قلب (قسيّ) ونحوه من المفرد، قلب على هذا الحدّ أيضا (كأيّ)، فقالوا: كائن ... » «١»

- وتجدر الإشارة إلى أن أغلب ما قال فيه أصحاب الاحتجاج بالقلب جاء عندهم بصيغة الظنّ لا القطع، كقول أبي البقاء: «قوله تعالى: وَلا تَقْفُ [الإسراء ٣٦] ... ويقرأ بضم القاف وسكون الفاء، وماضيه قاف، قيل: هو مقلوب من (قفا يقفو) إذا تتبّع ... » «٢»

وقول ابن جني: «وقد وكن يكن وكونا فهو واكن، وجمعه وكون، كقاعد وقعود ... وكأنه من مقلوب الكون، لأن الكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تكوّن في منزله واستقر.» «٣»

وقول أبي البقاء: «قوله: غَواشٍ [الأعراف ٤١] ... ويقرأ بضم الشين، وهو بعيد، لأنه الآن فواع، وكأنه جعله اسما تاما على (فعال)، ويجوز أن يكون مقلوبا، أي: غوايش، كما قالوا: جُرُفٍ هارٍ [التوبة ١٠٩] وهاير، ثم حذف الياء.» «٤»

وقول ابن أبي مريم: «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ [الذاريات ٤٤] بالألف، مكسورة العين، قرأها القراء جميعا إلا الكسائي ... وقرأ الكسائي وحده:

(الصّعقة) بإسكان العين من غير ألف ... ويمكن أن يكون الأصل في الكلمتين مقلوب الصّقع، وهو ضرب له صوت شديد.» «٥»


(١) الحجة (ع): ٦/ ٢٩٨ - ٢٩٩، وانظر المصدر نفسه: ٣/ ٨١.
(٢) إعراب الشواذ: ١/ ٧٨٩ - ٧٩٠.
(٣) المحتسب: ٢/ ١٦٨.
(٤) إعراب الشواذ: ١/ ٥٤١.
(٥) الموضح: ٣/ ١٢٠٨ - ١٢٠٩.

<<  <   >  >>