كتاب الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات

المبحث الثاني. التغيرات الصوتية في الصوائت: - ثالثا - إضافة الصوائت: - ص: 218

ألا تراك لا تقول: هذه عصو ولا فتو؟ ولعمري إنه هو الأصل لكن أصل مرفوض، للعلة التي ذكرنا.

فعلى هذا يكون جهرة وزهرة، إن شئت، مبنيا في الأصل على فعلة، وإن شئت كان اتباعا على ما شرحنا الآن.» «١» «٢»

وعلل برجشتراسر ميل حروف الحلق إلى الفتح بأن اللسان في نطق هذه الحروف يجذب إلى وراء، مع بسط وتسطيح له، وهذا هو عين وضعه في نطق الفتح «٣».

والثاني: أن ينزع الصامت إلى صائت يشاكل به ما قبله، نحو قوله تعالى: مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [الكهف ٦٦]، قرأ ابن عامر: (رشدا) مضمومة الراء والشين «٤».

قال ابن خالويه: «فأما قراءة ابن عامر، فإنه أتبع الضم الضم، مثل:

السّحت والسّحت، والبخل والبخل ... » «٥»

وقال أبو علي: «قال أبو الحسن: زعم عيسى «٦» أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم، فمن العرب من يثقّله، ومنهم من يخفّفه، نحو: العسر، واليسر، والحكم، والرّحم ... » «٧»

---

(١) المحتسب: ١/ ٨٤ - ٨٥، وانظر المصدر نفسه: ١/ ٢٣٤.
(٢) على أن ابن جني كان قد عرض لهذه المسألة في الخصائص، ولم يرتض مذهب الكوفيين فيها. انظر الخصائص: ٢/ ٩ - ١٠.
(٣) التطور النحوي: ٦٣، وانظر من أسرار اللغة: د. أنيس، ٣٤؛ وفي اللهجات العربية: له أيضا، ١٧٠؛ واللهجات العربية في القراءات القرآنية: د. عبده الراجحي، ١٣٥.
(٤) ليست في النشر، وإنما رواها ابن مجاهد في كتاب السبعة: ٣٩٤.
(٥) إعراب السبع: ١/ ٤٠١، وانظر المصدر نفسه: ١/ ١٢٠، ٢٠٧، ٢/ ٥٢٨؛ والمحتسب:
١/ ١٦١ - ١٦٢، ١٧٨.
(٦) عيسى بن عمر، الثقفي، أبو عمر: إمام في النحو والقراءة، من أهل البصرة، كان صاحب تقعر في كلامه، له: الجامع، والإكمال. توفي سنة ١٤٩ هـ.
انظر البلغة: ٢٢٧ - ٢٢٨، والبغية: ٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨، والأعلام: ٥/ ١٠٦.
(٧) الحجة (ع): ٢/ ١٠٥.