للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القراءة، وعلى هذا قول الشاعر «١»:

فقرّبن هذا وهذا أزحله «٢»

وأنشد سيبويه أيضا «٣»:

أنا ابن ماويّة إذ جدّ النّقر «٤»

وأنشد «٥»:

عجبت والدّهر كثير عجبه ... من عنزيّ سبّني لم أضربه

فعلى هذه الأشياء قوله: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ.» «٦»

وذهب د. إبراهيم أنيس إلى أن النحاة سمعوا ظاهرة الوقف بالنقل، غير أن استقراءهم لها كان ناقصا، فأخطئوا تفسيرها وضلّوا السبيل في شرحها، في حين أن أمرها يسير لا يعدو أن بعض العرب شقّ عليهم النطق بالساكنين في آخر الكلمة، فتخلصوا من التقائهما بتحريك الأول منهما بحركة تنسجم مع ما يجاورها من الحركات «٧».

وهذا هو عين ما قاله النحاة، سوى أنهم فصّلوا في هذا الانسجام كيف يكون.


(١) هو أبو النجم العجلي، والبيت في الكتاب: ٤/ ١٨٠، والحجة (ع): ٦/ ٤٣٩، وشرح المفصل: ٩/ ٧١، وفيه (زحّلة) مكان (أزحله).
(٢) أزحله: أبعده.
(٣) لبعض السعديين، وقيل: فدكيّ بن أعبد المنقري، وقيل: عبيد الله بن ماوية الطائي. والبيت في الكتاب: ٤/ ١٧٣؛ والحجة (ع): ١/ ٩٨، ٣٤٩، ٦/ ٤٣٩؛ والموضح: ٣/ ١٣٩٥؛ واللسان: مادة (ن ق ر)، ١٤/ ٢٥٨؛ وشرح شواهد المغني: ٢/ ٨٤٣.
(٤) ماوية: اسم امرأة. النّقر: صوت اللسان تحثّ به الدابة.
(٥) لزياد الأعجم، والبيت في الكتاب: ٤/ ١٨٠؛ وإعراب السبع: ٢/ ٥٢٧؛ والحجة (ع):
٦/ ٤٣٨، ٤٣٩؛ والمحتسب: ١/ ١٩٦؛ والموضح: ٣/ ١٣٩٦؛ وشرح المفصل: ٩/ ٧٠، ٧١؛ وشرح الشافية: ٤/ ٢٦١.
(٦) الحجة (ع): ٦/ ٤٣٩، وانظر المعاني: ٣/ ١٦١، وإعراب السبع: ٢/ ٥٢٦، والحجة (ع):
١/ ٣٤٩، والمحتسب: ١/ ١٩٦ - ١٩٧، والموضح: ٣/ ١٣٩٥ - ١٣٩٦، وإعراب الشواذ: ٢/ ٧٠٧ - ٧٠٨، ٧٤٠.
(٧) من أسرار اللغة: ٢١٣.

<<  <   >  >>