للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«ومثل هذا يسوغ للشاعر الذي يضطر إلى تسكين متحرك ليستقيم له وزن الشعر، فأما كتاب الله فقد أمر الله جل وعز بترتيله وتبيينه، وقارئ القرآن غير مضطر إلى تسكين متحرك أو تحريك ساكن». «١»

- والإسكان في بعض المواضع أعذر منه في بعض:- فإسكان الراء له مزية على إسكان غيرها، لما فيها من التكرير، الذي يزيد من ثقل الحركة عليها، قال المهدوي: «بِوَرِقِكُمْ [الكهف ١٩]: من أسكن الراء، فأصلها الكسر كقراءة الجماعة، لكنه أسكن الراء تخفيفا كما يسكنون أمثال ذلك مما جاء على (فعل) فيقولون: كتف وكتف، وفخذ وفخذ.

على أن الإسكان في الراء أقوى، لأنه حرف مكرر، فالكسر فيها أثقل منه في غيرها، إذ الكسر فيها ككسرتين ... » «٢»

- وقد يكون الإسكان في الكلمة جائزا، فإذا طالت الكلمة باتصال الحروف أو الضمائر أو التركيب، صار الإسكان أمثل «٣». قال ابن جني في قراءة من قرأ: فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [إبراهيم ١١] بكسر اللام الأولى:

«هذا لعمري الأصل في لام الأمر، أن تكون مكسورة، إلا أنهم أقروا إسكانها تخفيفا. وإذا كانوا يقولون: مره فليقم، فيسكنونها مع قلة الحروف والحركات، فإسكانها مع كثرة الحروف والحركات أمثل، وتلك حالها في قوله:

فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ... » «٤»


(١) المعاني: ٢/ ٣٠١، وانظر الكشف: ٢/ ١٤١ - ١٤٢، والموضح: ١/ ٢٧٦.
(٢) الهداية: ٢/ ٣٩٣، وانظر الحجة (خ): ٢٢٢، والمحتسب: ١/ ٢٠٥، والحجة (ز): ٤١٣، والهداية: ١/ ١٦٦، وإعراب الشواذ: ١/ ٤٢٥.
(٣) انظر إعراب السبع: ١/ ١٠٠، ١٠٦، ٢/ ١١١؛ والحجة (خ): ١٠٢، ٢٦٣؛ والحجة (ع):
٢/ ٤٦٠ - ٤٦٣؛ والمحتسب: ٢/ ٣٣٩؛ والحجة (ز): ٢٢٥، ٤٣٨؛ والهداية: ١/ ٢٠٧، ٢١٣؛ والموضح: ١/ ٣٥٦ - ٣٥٧؛ وإعراب الشواذ: ١/ ٤٣١، ٢/ ٦٤٢.
(٤) المحتسب: ١/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>