للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خففوا بالحذف والبدل والإدغام «١» «٢».

قال المهدوي: «الاسم المضمر هو الهاء وحدها، وما وصلت به من واو وياء فهو زائد.

قال سيبويه «٣»: زيدت الواو على الهاء في المذكر، كما زيدت الألف على الهاء في المؤنث، ليستويا في باب الزيادة، يعني بذلك قولك: منه ومنها ونظائر ذلك.

وقال أصحاب الخليل وسيبويه: إنما زيدت الواو على الهاء لخفاء الهاء، لتخرجها الواو من الخفاء إلى الإبانة ... لكن الواو إذا زيدت على الهاء وقبل الهاء كسرة قلبت الواو ياء ... وكذلك إذا كان قبل الهاء ياء ساكنة ... » «٤»

وقال أبو علي: «وأما ترك إتباع الهاء الياء في فِيهِ هُدىً [البقرة ٢] وما أشبهه في الوصل، فلكراهة اجتماع حروف فيه متقاربة، وقد كرهوا من اجتماع المتقاربة ما كرهوا من اجتماع الأمثال؛ ألا ترى أنهم يدغمون المتقاربة كما يدغمون الأمثال؟ فالقبيلان من الأمثال والمتقاربة إذا اجتمعت خففت تارة بالإدغام، وتارة بالقلب، وتارة بالحذف ...

ومما يحسّن الحذف هاهنا، مع ما ذكرنا من اجتماع المتشابهة، أن الهاء حرف خفي، فإذا اكتنفها ساكنان من حروف اللين كان كأن الساكنين قد التقيا، لخفاء الهاء وأنهم لم يعتدوا بها للخفاء في مواضع ... » «٥»


(١) انظر المعاني: ١/ ١٢٦ - ١٢٧؛ وإعراب السبع: ١/ ٧٢؛ والحجة (خ): ٧١ - ٧٢؛ والحجة (ع): ١/ ٢٠٧ - ٢١١، ٤/ ٦٠ - ٦١؛ والحجة (ز): ٨٣؛ والكشف: ١/ ٤٢ - ٤٤؛ والهداية: ١/ ٢٦ - ٢٩؛ والموضح: ١/ ٢٣٧ - ٢٣٩.
(٢) انظر الكتاب: ٤/ ١٨٩ - ١٩٠، ١٩٥؛ ومعاني القرآن: الأخفش، ١/ ٢٦ - ٢٨؛ والمقتضب:
١/ ٣٩٩ - ٤٠١.
(٣) انظر الكتاب: ٤/ ١٨٩.
(٤) الهداية: ١/ ٢٦ - ٢٧.
(٥) الحجة (ع): ١/ ٢٠٨ - ٢٠٩.

<<  <   >  >>