للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليست هذه الظاهرة التميمية إلا انسجاما بين الحركات يشبه ما نسمعه الآن في بعض اللهجات الحديثة من نطق (كبير، بعيد، نظيف) بكسر أولها.» «١»

وعلّق د. حسام سعيد النعيمي على هذا الرأي بقوله:

«والذي أراه أن اشتراط الحرف الحلقي لم يكن لأن الراوي قد سمع من تميم كلمات اتفق أن جاءت بحرف الحلق. فهذا أمر لا تقرّه الرواية مع كثرة الكلمات الواردة عنهم في هذا، ولم يقل أحد: إنها جميعا جاءت عن راو واحد ... » «٢»

ويبدو أن أصوات الحلق لما كانت صعبة على أعضاء النطق، فهي تخرج بزيادة جهد يجعل الصوائت بعدها أقوى من غيرها، وتغدو المماثلة حينئذ بين فتحة الصامت الذي قبلها وبين كسرتها أدعى وأمثل.

٢ - ما كان على وزن (فعل) مما عينه حرف حلقي، اسما كان أو فعلا، فإن بعض العرب، وهم هذيل، يكسرون الأول للثاني، للتقريب من حركته، نحو: جئز «٣»، وضحك، ولهم، ومحك «٤»، ونغر «٥»، وبئس، وشهد، ولعب، ونعم «٦» «٧».

٣ - ما كان فعلا ثلاثيا عينه أو لامه حرف حلقي، جاء في بعضه فتح


(١) في اللهجات العربية: ٩٨.
(٢) الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني: ٢١٦.
(٣) جئز بالماء: غصّ به، فهو جئز.
(٤) محك: لجّ في المنازعة، فهو محك.
(٥) نغز فلان: غلى جوفه من الغيظ، فهو نغر.
(٦) انظر إعراب السبع: ١/ ١٠١؛ والحجة (ع): ١/ ٩٦، ٤١٧، ٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣، ٣٩٧ - ٣٩٨، ٣/ ٣٢٨؛ والمحتسب: ١/ ٢٦٧، ٣٥٦ - ٣٥٧؛ والكشف: ١/ ٢٨٤، ٣١٦، ٤٨١؛ والهداية: ١/ ٢٠٨؛ والموضح: ١/ ٢٦٦، ٣٤٦.
(٧) انظر الكتاب: ٤/ ١٠٧ - ١٠٨.

<<  <   >  >>