للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أم ر)، وهي محادّة للفظ (ع م ر) ومساوقة لمعناها، لأن الكثرة أقرب شيء إلى العمارة.

وما أكثر وما أظهر هذا المذهب في هذه اللغة! ومن تنبّه عليه حظي بأطرف الطريف وأظرف الظريف.» «١»

- ومن تقارب الألفاظ لتقارب المعاني أن يختصّ كل معنى بما يشاكله من اللفظ «٢»، قال في الاحتجاج لقراءة من قرأ: فقبصت قبصة [طه ٩٦] بالصاد فيهما:

«القبض بالضاد معجمة باليد كلّها، وبالصاد غير معجمة بأطراف الأصابع.

وهذا مما قدمت إليك في نحوه تقارب الألفاظ لتقارب المعاني، وذلك أن الضاد لتفشيها واستطالة مخرجها ما «٣» جعلت عبارة عن الأكثر، والصاد لصفائها وانحصار مخرجها وضيق محلّها ما «٤» جعلت عبارة عن الأقل.» «٥»

وقال: «وينبغي أن يعلم أن (غ ش ي) يلتقي معناها مع (غ ش و)، وذلك أن الغشاوة على العين كالغشي على القلب، كل منهما يركب صاحبه ويتجلّله، غير أنهم خصّوا ما على العين بالواو، وما على القلب بالياء، من حيث كانت الواو أقوى لفظا من الياء، وما يبدو للناظر من الغشاوة على العين أبدى للحسّ مما يخامر القلب، لأن ذلك غائب عن العين، وإنما استدلّ عليه بشواهده لا بشاهده ومعاينه ... » «٦»


(١) المحتسب: ٢/ ١٧، وانظر المصدر نفسه: ١/ ٢٠٨، ٢٧٥ - ٢٧٦، ٣٢٢، ٢/ ١٤٩، ١٦٧؛ والحجة (ع): ٤/ ٢٢٩.
(٢) سماه في الخصائص إمساس الألفاظ أشباه المعاني، انظر الخصائص: ٢/ ١٥٢.
(٣) ما: زائدة.
(٤) ما: زائدة.
(٥) المحتسب: ٢/ ٥٥.
(٦) المحتسب: ٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥، وانظر المصدر نفسه: ٢/ ١٨ - ١٩، ١٤٠.

<<  <   >  >>