للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعظم عند الله من عشر ذي الحجّة، إذا كان عشية عرفة نزل الله عز وجلّ إلى السّماء الدّنيا، وحفت به الملائكة، فيباهي بهم الملائكة، ويقول: انظروا إلى عبادي، أتوني

شعثا غبرا ضاجّين من كل فجّ عميق، ولم يروا رحمتي ولا عذابي، قال: فلم ير يوم أكثر عتيقا من يوم عرفة «قال ابن حجر معقبا: وهذا مما انفرد به يحيى» (١)

[اتهام يحيى بالإرجاء:]

اتّهم يحيى بأنه من المرجئة، والمرجئة هم حزب سياسيّ، لا يريد أن يغمس يده في الفتن التي كانت بين الشيعة والخوارج، ولا يحكم بتخطئة فريق، وتصويب آخر.

«وكلمة المرجئة مأخوذة من أرجأ بمعنى أمهل وآخّر، سمّوا المرجئة لأنهم يرجئون أمر هؤلاء المختلفين الذين سفكوا الدّماء إلى يوم القيامة فلا يقضون بحكم على هؤلاء ولا على هؤلاء ...

وقيل: سمّوا مرجئة، لأن اسمهم مشتق: «من أرجأ بمعنى بعث الرجاء، لأنهم كانوا يقولون: لا تضرّ الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، فهم يؤملون كل مؤمن عاص» (٢) وقد تناولت الدكتورة هند شلبي محققة كتاب «التصاريف» ل «يحيى» هذه التّهمة، وفنّدتها.

ومن الأدلة الدامغة للدّفاع عن يحيى، والتي تثبت أنه لم يكن من المرجئة هو أنه يذم أهل الأهواء والبدع، ويدعو إلى اتّباع السّنة


(١) لسان الميزان: ٦/ ٢٩٠.
(٢) انظر فجر الإسلام: ٢٧٩ بتصرف.

<<  <   >  >>