للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[منهج الأشباه والنظائر لمقاتل:]

١ - لم يحاول أن يسرد معاني الكلمة القرآنية المتعدّدة سردا وإنما التزم سمة معيّنة في منهجه ألا تفارقه، ولا تبتعد عنه في كل ما تناوله من كلمات، وهي أن يفسر الكلمة في وضوح وبيان بأسلوب مشوق سهل.

وفي الوقت نفسه يتتبع المعنى للكلمة القرآنية، ليقف على مواطنه في معظم الكلمات القرآنية: ليوضح للقارىء أنه وجد بهذا المعنى في آية كذا، من سورة كذا، فإذا فرغ من هذا المعنى يتتبع المعنى الآخر بالطّريقة نفسها، وفي ضوء المنهج ذاته، ومن الأمثلة على ذلك:

[كلمة الهدى:]

يقول: تفسير «الهدى على سبعة عشر وجها:

فوجه منها: الهدى يعني «البيان» فذلك قوله عز وجلّ: في البقرة:

أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ (١) يعني: «على بيان من ربّهم» وكقوله في لقمان: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ (٢)، يعني «بيان» ومن أجل أن يؤكد هذا التّفسير، ويوضّح هذا الغريب، ويفسّر هذا المبهم بعرض آيات أخرى دلالة الهدى فيها بأنه البيان، واضحة تكاد تلمس فيقول: تصديق ذلك في «حم السجدة»:

وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ (٣) يعني بيّنا لهم.

وقال في: «هل أتى على الإنسان إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ (٤) يعني بيّنا له. كقوله في طه: أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ يعني: أفلم يبيّن لهم:


(١) البقرة: ٥.
(٢) لقمان ٥.
(٣) فصلت: ١٧.
(٤) الإنسان: ٣.

<<  <   >  >>