للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال لبيد:

وأرى أربد قد فارقني* ومن الرّزء كثير وجلل (١) ثم بين أن معنى جلل قد يكون للتعظيم فيقول: «ويكون للتعظيم كقول جميل:

رسم دار وقفت في طلله* كدت أقضي الحياة من جلله (٢) أي من عظمه في عيني» ويضيف إلى هذا قوله: «ومن ذلك الجون: الأسود، وهو الأكثر ويستدل على ذلك بينت لعمرو بن شأس، والجون: الأبيض، ويستدل ببيت من الرجز. (٣)

ويتناول ظاهرة المشترك اللفظي الذي يحمل كتابه معناه بقوله: «وأمّا اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فنحو: وجدت شيئا: إذا أردت وجدان الضالّة، ووجدت على الرجل من الموجدة ووجدت زيدا كريما علمت» (٤)

٢ - ومن منهجه أنه في تناوله للظواهر اللغوية التي يأتي بها يستدلّ بالشعر ليوضّح التّفسير اللغوي الذي يراه للكلمة التي

تعرّض لشرحها فالرجاء قد يخرج عن معناه اللّغوي الذي وضع له إلى معنى آخر وهو الخوف.

يقول المبرّد: ومن ذلك الرجاء يكون في معنى الخوف، ويستدل على ذلك بقول أبي ذؤيب:


(١) شرح ديوان لبيد: ١٩٧ بروايته:* ومن الأرزاء رزء ذو جلل*
(٢) ديوان جميل: ١٨٧، وانظر الأضاد لابن السّكيت: ١٦٨. من «ثلاثة كتب في الأضداد وانظر الخصائص: ١/ ٨٥، ٣/ ١٥٠.
(٣) انظر: ٤٧، ٤٨.
(٤) انظر ٤٧ - ٤٨.

<<  <   >  >>