للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«اللهم اجعلها رياحا، ولا تجعلها ريحا». (١)

٦ - والمبرّد خرج عن منهجه في كتابه الموقوف على ما اتفق لفظه واختلف معناه حيث يتناول ظاهرة لغوية أخرى ليس لها علاقة بموضوع كتابه، كما أنها ليس لها علاقة بظاهرة التّرادف أو التضادّ هذه الظاهرة هي ظاهرة المجاز مع العلم بأن كتابه صغير الحجم لا يتّسع لمثل هذه الظواهر المتعدّدة فمن قوله في «المجاز» ما نصه:

«قوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ (٢) الآية، وقال: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ (٣) وقال: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا (٤) وقال: وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (٥) فليس لقائل أن يقول من أهل القبلة: إن الشياطين دخلوا في هذا الإرسال، ولا أن قوله: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ كقوله: إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً، ولكن مجاز قوله: إنا أرسلنا الشّياطين على الكافرين أي خلينا بينهم وبينهم. كقول القائل: أرسلت حمارك على زرعي أي لم تحبسه، فسمّى التّخلية بالإرسال كقوله:

فأرسلها العراك ولم يذدها* ولم يشفق على نغص الدّخال (٦) هذا لم يرسل الحمير لتعترك، ولكنه لم يحبسها.

وكذلك قولهم: أرسلت الأمر من يديك: إنما هو لم تلزمه» (٧)


(١) انظر: ٦٤ - ٦٥.
(٢) مريم: ٨٣.
(٣) نوح: ١.
(٤) المؤمنون: ٤٤.
(٥) الصافات: ١٨١.
(٦) اللبيد، انظر ديوانه: ٨٦، وهو من شواهد الخزانة: ١/ ٥٢٤ وابن يعيش: ٢/ ٦٢، وهمع الهوامع رقم: ٩٣١.
(٧) انظر: ٧٠.

<<  <   >  >>