للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لابن الجوزي، وجاء الاختصار بصورة توحى كأنه كتاب آخر، ولم أتوصل إلى هذه النتيجة إلّا بعد عثوري على دليلين يؤيدان ما أقول، وهما:

أ- هناك نقولات قليلة جدا في الكتاب عن الخطيب التبريزيّ المتوفي ٥٠٢ هـ، إذ من غير الممكن أن الثعالبي ينقل عن أحد عاش بعده.

ب- في الكتاب إشارة واحدة في باب «النور» تقول:

قال شيخنا علي بن عبد الله، ومن المعلوم أن الشيخ علي بن عبد الله الزاغوني هو شيخ من شيوخ ابن الجوزي الذي أخذ عنه ابن الجوزي العلم فترة طويلة من عمره.

«وبهذين الدليلين يزول الشك في تكيد صحّة عدم نسبة الكتاب إلى الثعالبي» (١).

ونضيف إلى هذين الدليلين دليلا ثالثا ذكره الأستاذ محمد عبد الله الجادر في كتابه: «الثعالبي ناقدا وأديبا» قال: «توجد في معهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية مخطوطة بهذا العنوان [الأشباه والنظائر] برقم (٥٢) منسوبة إلى الثعالبي وهي في الكلمات المتشابهة في اللفظ، المختلفة في المعنى في القرآن الكريم.

ومنهج الكتاب ومادته يخالفن ما هو مألوف في كتب الثعالبي ولعله لثعالي آخر» (٢).


(١) مقدمة تحقيق كتاب ابن الجوزي: ٥٠.
(٢) انظر الثعالبي ناقدا: ١٦٠.

<<  <   >  >>