للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوجه الثالث: «ما» يعني «الذي» فذلك قوله: وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (١) يعني والذي خلق الذكر والأنثى، وكقوله في المؤمنين: أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ يعني الذي يأت آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ. (٢)

وقال في البقرة: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ (٣) يعني الذي أنزلنا، كقوله في سبأ: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ (٤) يعني الذي سألتكم من أجر فهو لكم، وقال: في الزّخرف: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (٥) يعني الذي تركبون، ونحوه كثير.

والوجه الرابع: «ما» يعني «أي شيء» وهو استفهام، فذلك قوله في البقرة حيث قال يعقوب لبنيه: ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي (٦) يعني أي شىء تعبدون من بعدي؟

وقال أيضا لليهود: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (٧) يعني أي شىء جزاؤهم على عمل يدخل النار.

وقال في عبس: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (٨) يعني أي شىء أكفره.


(١) الليل: ٣.
(٢) المؤمنون: ٦٨.
(٣) البقرة: ١٥٩.
(٤) سبأ: ٤٧.
(٥) الزخرف: ١٢.
(٦) البقرة: ١٣٣.
(٧) البقرة: ١٧٥.
(٨) عبس ١٧.

<<  <   >  >>