وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله:{فتنة للظالمين} .
قال: زادتهم تكذيباً حين أخبرهم أن في النار شجرة، قال: يخبرهم أن في النار شجرة، والنار تحرق الشجر، فأخبرهم أن غذاءها من النار.
وقد تقدم عن ابن عباس، أن شجرة الزقوم نابتة في أصل سقر.
وروي عن الحسن، أن أصلها في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن تلا هذه الآية {إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم} قال: إنها هناك قد حميت عليها جهنم.
وقال مغيرة، عن إبراهيم، وأبي رزين:{كالمهل يغلي في البطون}
قال: الشجر يغلي.
قال جعفر بن سليمان: سمعت أبا عمران الجوني يقول: بلغنا أنه لا ينهش منها نهشة إلا نهشت منه مثلها.
وقد دل القرآن، على أنهم يأكلون منها، حتى تمتلئ منها بطونهم، فتغلي في بطونهم كما يغلي الحميم، وهو الماء الذي انتهى حره، ثم بعد أكلهم منها يشربون عليه من الحميم شرب الهيم.
قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة: الهيم: الإبل العطاش.
وقال السدي: هو داء يأخذون الإبل فلا تروى أبداً حتى تموت، فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبداً.
وعن مجاهد نحوه.
وعن الضحاك في قوله:{شرب الهيم} قال: من العرب من يقول: هو الرمل، ومنهم من يقول: الإبل العطاش، وقد روي عن ابن عباس كلا القولين، ودل قوله سبحانه: