قال العباس بن الوليد عن أبيه: كان الأوزاعي إذا ذكر النار، لم يقطع ذكرها، ولم يقدر أحد أن يسأله عن شيء، حتى يسكت، فأقول بيني وبين نفسي: ترى بقي أحد في المجلس لم يتقطع قلبه حسرات؟ ! .
كانت آمنة بنت أبي الورع من العابدات الخائفات، وكانت إذا ذكرت النار قالت: أدخلوا النار، وأكلوا وشربوا من النار، وعاشوا، ثم تبكي.
وكانت كأنها حبة على مقلي.
وكانت إذا ذكرت النار بكت وأبكت.
قال عبد الواحد بن زيد: لم أر مثل قوم رأيتهم، هجمنا مرة على نفر من العباد في سواحل البحر، فتفرقوا حين رأونا، فما كنت تسمع عامة الليل إلا الصراخ والتعوذ من النار، فلما أصبحنا تعقبنا آثارهم فلم نر منهم أحداً.
[فصل ـ[من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله]]
{نحن جعلناها تذكرة} قال مجاهد وغيره: يعني أن نار الدنيا تذكر بنار الآخرة.
وقال أبو حيان التيمي: سمعت منذ ثلاثين سنة أن عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط، خرجه الإمام أحمد.
وخرج ابن أبي الدنيا من رواية سعد بن الأخرم، قال: كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديداً من النار، فقام ينظر إليه ويبكي.
وعن عطاء الخراساني، كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير، ويسمع صوت النار، فيصرخ، ثم يسقط.