ابن أبي نجيح عن مجاهد: كل حجر يتفجر منه الماء ويتشقق عن ماء، أو يتردى عن رأس جبل، فهو من خشية الله عز وجل، نزل بذلك القرآن.
وخرج الجوزجاتي وغيره في طريق مجاهد عن ابن عباس، قال: إن الحجر ليقع إلى الأرض، ولو اجتمع عليه الفئام من الناس، ما استطاعوا، وإنه ليهبط من خشية الله.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني، حدثنا الفضيل بن العباس ـ وكان من الأبدال، وكانت الدموع قد أثرت في وجهه، وكان يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف ـ قال: مر عيسى عليه السلام بجبل بين نهرين، نهر عن يمينه، ونهر عن يساره، ولا يدري من أين يجيء هذا الماء، ولا إلى أين يذهب، قال: أما الذي يجري عن يساري فمن دموع عيني اليسرى، قال: مم ذاك؟ قال: خوف من ربي أنه يجعلني من وقود النار، قال عيسى: فأنا أدعو الله عز وجل أن يهبك لي، فدعا الله فوهبه له، فقال عيسى: قد وهبت لي، قال: فجاء منه الماء حتى احتمل عيسى فذهب به، قال له عيسى، اسكن بعزة الله، فقد استوهبتك من ربي فوهبك لي فما هذا؟ قال، أما البكاء الأول فبكاء الخوف، وأما البكاء الثاني فبكاء الشكر.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: إن القمر ليبكي من خشية الله.
قال طاووس: إن القمر ليبكي من خشية الله ولا ذنب له، ولا يسأل عن عمل ولا يجازي به.
[فصل ـ[النار في الدنيا تخاف من نار جهنم]]
وهذه النار التي في الدنيا تخاف من نار جهنم، روى نفيع أبو داود عن «