[الباب السابع والعشرون ـ في ذكر ورود النار نجانا الله منها برحمته]
قال الله تعالى:{وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} .
روى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: بكى عبد الله بن رواحة، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إني ذكرت هذه الآية {وإن منكم إلا واردها} وقد علمت أني داخلها، فلا أدري، أناج منها أنا أم لا.
وروى ابن المبارك، عن عباد المقبري، عن بكر المزني، قال: لما نزلت هذه الآية {وإن منكم إلا واردها} ذهب ابن روحة إلى بيته فبكى، وجاءت المرأة فبكت، وجاءت الخادم فبكت، ثم جاء أهل البيت فجعلوا يبكون كلهم، فلما انقطعت عبرته قال: يا أهلاه، ما يبكيكم؟ قالوا: لا ندري، ولكنا رأيناك تبكي فبكينا، قال: آية نزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ينبئني فيها ربي أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها.
وقال موسى بن عقبة، في مغازيه: زعموا أن ابن رواحة بكى حين