وعن ابن أبي الذباب، أن طلحة وزيداً مرا بكير حداد، فوقفا ينظران إليه يبكيان.
قال الأعمش: أخبرني من رأى الربيع بن خيثم مر بالحدادين، فنظر إلى الكير وما فيه، فخر.
وقال مطر الوراق، كان جمعة وهرم بن حيان إذا أصبحا غديا فمرا بأكورة الحدادين، فنظرا إلى الحديد كيف ينفخ، فيقفان ويبكيان، ويستجيران من النار.
وقال حماد بن سلمة عن ثابت: كان بشير بن كعب وقراء البصرة يأتون الحدادين، فينظرون إلى شهيق النار، فيتعوذون بالله من النار.
وعن العلاء بن محمد قال دخلت على عطاء السلمي فرأيته مغشياً عليه، فقلت لامرأته ما شأنه؟ قالت: سجرت جارة لنا التنور، فلما نظر إليه غشي عليه.
وعن معاوية الكندي قال: مر عطاء السلمي على صبي معه شعلة نار، فأصابت النار الريح، فسمع ذلك منها، فغشي عليه.
قال الحسن: كان عمر، رضي الله عنه، ربما توقد له النار، ثم يدني يديه منها، ثم يقول: يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر؟ ! .
وكان الأحنف بن قيس، يجيء إلى المصباح بالليل، فيضع أصبعه فيه، ثم يقول: حس حس، ثم يقول: يا حنيف، ما حملك على صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ .
وقال البختري بن حارثة: دخلت على عابد، فإذا بين يديه نار قد أججها، وهو يعاتب نفسه، ولم يزل يعاتبها حتى مات.