للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإعراضه عنهم، وسخطه عليهم، كما أن رضوان الله على أهل الجنة أفضل من كل نعيم الجنة، وتجليه لهم ورؤيتهم إياه أعظم من جميع أنواع نعيم الجنة، قال الله تعالى:

{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}

فذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من العذاب: حجابهم عنه، ثم صليهم الجحيم، ثم توبيخهم بتكذيبهم به في الدنيا، ووصفهم بالران على قلوبهم، وهو صدأ الذنوب الذي سود قلوبهم، فلم يصل إليها بعد ذلك في الدنيا شيء من معرفة الله ولا من إجلاله ومهابته وخشيته ومحبته، فكما حجبت قلوبهم في الدنيا عن الله حجبوا في الآخرة عن رؤيته، وهذا بخلاف حال أهل الجنة، قال الله تعالى:

{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة}

والذين أحسنوا هم أهل الإحسان، والإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه، كما فسره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما سأله عنه جبريل عليه السلام، فجعل جزاء الإحسان الحسنى، وهم الجنة، والزيادة، وهي النظر إلى وجه الله عز وجل، كما فسره بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث صهيب وغيره.

<<  <   >  >>