وسلم، فذكر حديث الشفاعة، وفيه قال: فيأتون محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فيقوم، ويؤذن له، وترسل معه الأمانة والرحم، فيقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق.
قال: قلت بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق؟ قال: ألم تر إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفه عين؟ ! ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وأشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، وحتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، مأمورة بأخذ من أمرت بأخذه، فمخدوش ناج، ومكردس في النار.
والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفاً» .
وفي حديث الصور الطويل، الذي سبقت الإشارة إليه، «عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قال: ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، كقدر الشعرة أو كحد السيف، له كلاليب وخطاطيف، وحسك كحسك السعدان، دونه جسر دحض مزلقة» وهو يشعر بالتفريق بين الجسر والصراط.
والأحاديث الصحيحة السابقة تدل على أنهما واحد.
وروى أبو خالد الدالاني، «عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فذكر حديثاً طويلاً، وفيه قال: والصراط كحد السيف، دحض مزلة قال: فيقولون: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كأشد الرجال ويرمل رملاً، فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه، تخر يد وتتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، فتصيب جوانبه النار» .