للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ابن سليمان الجيزي (١).

وبعدهما: أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي (٢)، وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى (٣) فأعلمت نفسي فيما تأدى إلى من الأخبار لمن ذكرتهم ورواياتهم، وألفته واختصرت المتون، وأسقطت الأسانيد؛ لتتسق أخباره، ويسهل استماعه، وتقرب فائدته، على اسم الله وعونه والصلاة على نبينا محمد وعلى آله.

[فضل مصر على غيرها]

فأقول: فضل الله مصر على سائر البلدان، كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض.

والفضل على ضربين: في دين أو دنيا، أو فيهما جميعا، وقد فضل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة وذكرها باسمها وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، تنبئ عن مصر وأحوالها، وأحوال الأنبياء بها، والأمم الخالية والملوك الماضية، والآيات البينات، يشهد لها بذلك القرآن، وكفى به شهيدًا، ومع ذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في مصر وفي عجمها (٤) خاصة وذكره لقرابته (ورحمهم) (٥) ومباركته عليهم وعلى بلدهم (٦) وحثه على برهم


(١) محمد بن الربيع (ت ٣٢٤ هـ) أفاد من كتبه في تاريخ مصر الكندى في كتابه القضاة، وابن حجر في رفع الإصر والسيوطى في حسن المحاضرة (الكندى ص ٣١٣، ٤٢٨، وابن حجر: رفع الإصر ١٣٥، والسيوطى، حسن المحاضرة ١/ ١٦٦).
(٢) محمد بن يوسف أبو عمر الكندى والد المصنف (ت ٣٥٠ هـ) كان من أعلم الناس بالبلد وأهله وأعماله وثغوره، وله مصنفات فيه وفى غيره من صنوف الأخبار والأنساب وكان من جلة أهل العلم بالحديث والنسب (المقريزى: المقفى ٧/ ٤٨٩).
(٣) أبو سعيد بن يونس (ت ٣٤٧ هـ) أحد المؤرخين المصريين القدامى، اشتهر بأنه كان خبيرا بأيام الناس وتواريخهم. وقد كتب ابن يونس مؤلفين تاريخيين حول مصر: الأول خصصه لشخصيات أثرت في تاريخ بلده - مصر. والثانى وهو أقل حجما ويدور حول الغرباء الذين لم يولدوا بمصر ولكن أقاموا فيها ردحًا من الزمن (ابن خلكان: وفيات الأعيان ٣/ ١٧٣).
(٤) في: أ "عجائبها"، والمثبت من: ب، ج.
(٥) ما بين القوسين ساقط من: أ، وهو في: ب، ج.
(٦) أ "ومباركته عليهم وعلى بلدتهم"، ب "ومباركته لهم ولبلدهم" والمثبت من: ج.