للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

[ذكر من أظهرته مصر من الحكماء]

منهم: (نيروز) (١) أبو بختنصر من أهل قرية يقال لها: سيسرو من كورة "أرمنت" (٢) وكان رجلا من أهل العلم فنظر في علمه فإذا به يخرج من صلبه رجل يخرب مصر فأعطى الله عز وجل موثقا (٣) أنه لا ينكح امرأة أبدًا. وخرج إلى الشام ثم إلى العراق، فأقام بفارس بقرية يقال لها نفر (٤) وكان لملك تلك القرية (٥) ابنة بها لمم (٦)، فوصف المصري لها دواء لعلاجها.

(فلما رآها شاهد حسنا بارعا وخطبها من أبيها) (٧) فدخل عليها فجرت بينهما أسباب حتى حملت منه، فوضعت بختنصر فجرى خراب الدنيا على يديه.

ومنهم: الإِسكندر ذو القرنين (٨)، من أهل قرية نحو الإِسكندرية


(١) في أ "تدنيس" وفى ب "بديس" والمثبت في: ج، وخطط المقريزى ١: ٢٨٧.
(٢) أرمنت: كورة بصعيد مصر، وهى من أقدم المدن المصرية، وتقع على الضفة الغربية للنيل (معجم البلدان ١: ٢١٨) القاموس الجغرافى قسم ٢ جـ ٤ ص ١٦٠).
(٣) موثقا: عهدا.
(٤) نفر: اسم قرية قديمة من قرى فارس. (معجم البلدان ٤: ٧٩٨).
(٥) ب "وكان للملك بتلك القرية" والمثبت من أ، ج.
(٦) اللمم: الجنون.
(٧) ما بين القوسين ساقط من: ب، ج. وهو في: أ.
(٨) قال المقريزى: الحقيقة أن ذا القرنين - الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز - عربى، واسمه: الصعب بن ذى مراثد بن الحارث .. بن وائل بن حمير بن سبأ … بن قحطان، وهو ملك من ملوك حمير. وقد غلط عن ظن أن الاسكندر بن فليبس، مجدد بناء الإسكندرية، هو ذو القرنين، فإن لفظة (ذو) عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومى يونانى. ومما يعترض به على من قال: إن الاسكندر هو ذو القرنين، أن معلم الاسكندر كان أرسطاليس، بأمره يأتمر، وبنهيه ينتهى، واعتقاد أرسطاطاليس مشهور، وذو القرنين نبي، فكيف يقتدي نبي بأمر كافر؟. (المقريزى، الخطط ١/ ١٥٣).