للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وروفس (١) ولهم الطب اليوناني.

فكل هؤلاء سكنوا مصر في الدهور الخالية والأيام السالفة، فما غيرت ذهن واحد منهم ولا أضرت بعقله.

[من كان بمصر من الأنبياء]

وأما من كان بها من الأنبياء عليهم السلام، فإبراهيم الخليل، وإسماعيل ويعقوب، ويوسف. واثنا عشر نبيًا من ولد يعقوب وهم الأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون، وعيسى بن مريم، ودانيال، عليهم الصلاة والسلام. فهذا ما ذكر: من كان بها قبل الإِسلام.

[من كان بمصر في الإِسلام من الصحابة]

وأما من كان بها في الإسلام من الصحابة والفقهاء والعلماء والأحبار والزهاد ومن دخلها من الملوك والخلفاء وأهل العلم والشعر والنحو والخطابة، وكل من برع على أهل زمانه، أو نجم على أهل عصره، فيتسع ذلك علينا، ولكن نختصر من ذلك على المشهورين.

ذكر أهل العلم والمعرفة والرواية أنه دخل مصر في فتحها ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة رجل ونيف. وقال يزيد بن أبي حبيب (٢): وقف على إقامة قبلة المسجد الجامع ثمانون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. منهم الزبير بن العوام، والمِقْداد بن الأسود (٣)، وعُبادة بن


(١) يلاحظ أن ابن النديم وابن الكندى وابن زولاق والقفطى والسيوطى وابن ظهيرة تختلف أسماء هؤلاء العلماء في كتبهم، وبعضهم يزيد على بعض.
(٢) سبقت ترجمته.
(٣) المقداد بن الأسود: وليس الأسود أباه، وإنما تبناه الأسود بن عبد يغوث وهو صغير، فعرف به؛ واسم أبيه عمرو بن ثعلبة الكندى. شهد فتح مصر، ومات سنة ٣٣ هـ. في خلافة عثمان (الإصابة ٦/ ٢٠٢).