للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

الطَّحَاوي (١)، وكل واحد منهم قد برع في مذهبه، ونجم على (٢) أهل عصره، ولكل واحد منهم من الكتب المصنفة ما يعجز عن نظيرها سائر أهل الدنيا.

ومنهم سعيد بن عُفير، ويحيى بن عثمان، وابن قُدَيْد، ومحمد بن يوسف الكندي (٣)، والمَيْسَرىّ (٤)، وابن أبي خيثمة، وكل (٥) واحد منهم قد فاق أهل عصره وبرز عليهم في الفقه والعلم والأخبار وأيام الناس والافتنان في سائر العلوم.

[من كان بمصر من الزهاد]

وكان بها من الزهاد، حَيوة بن شُرَيح (٦)، وسُلَيم بنِ عِتْر (٧)، وسليمان بن القاسم (٨)، وأبو الربيع الزُّبْدِي (٩)، وسعيد الأدَم (١٠)، وإدريس


(١) نسبة إلى طحا، كورة بمصر في شمالى الصعيد (اللباب). وهو الإمام العلامة صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، كان فقيها لم يخلف بعده مثله، انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، مات سنة ٣٢١ هـ (حسن المحاضرة ١/ ٣٥٠).
(٢) ج "في".
(٣) يذكر أبو عمر الكندى هنا، ضمن فقهاء مصر وعلمائها، وهذا واحد من الأدلة التي سبق أن ذكرناها من أن الكتاب ليس لأبى عمر محمد.
(٤) الميسرى هو عبد العزيز بن أبي ميسرة الحضرمى، كان عالما بأخبار مصر، وهو من علماء القرن الثالث الهجرى، ويظهر اسمه كمصدر للمعلومات عن ولاة مصر لدى الكندى.
(الولاة ص ٥٨، ٩٠، ٩٧، ١٤٤، ١٢٨، ١٣٢، ١٣٩).
(٥) ج "كل".
(٦) حيوة بن شريح التجيبى المصرى، الفقيه الزاهد العابد، أحد الزهاد والعلماء السادة، عرض عليه قضاء مصر فأبى مات سنة ١٥٨ هـ (حسن المحاضرة ١/ ٣٠٠).
(٧) سليم بن عتر التجيبى المصرى، قاضى مصر وناسكها، كان يسمى الناسك لكثرة فضله وشدة عبادته. مات سنة ٧٥ هـ (حسن المحاضرة ١/ ٢٩٥).
(٨) انظر عن سليمان بن القاسم الزاهد المصرى (مرشد الزوار، ص ٤٣١، ٤٣٢، ٤٣٦).
(٩) هو الشيخ أبو الربيع سليمان الزُّبْدِى، ذكره القضاعى في تاريخه، وله حكايات مشهورة مع الوزير أبي بكر الماذرائى. وسمى الزبدى لأن الناس كانوا يشمون منه رائحة الزبد. انظر (تحفة الأحباب ص ٣٧١، والكواكب السيارة ص ٢٤٠).
(١٠) سعيد بن زكريا الأَدَم - بهمزة مقصورة ومهملة مفتوحتين - أبو عثمان المصرى، صدوق عابد. مات بإخميم سنة ٢٠٧ هـ (التقريب ت ٢٣٠٧، وحسن المحاضرة ١/ ٢٨٥).