للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

مسيرة شهر في بلاد الإِسلام وشهرين في بلاد النوبة وأربعة أشهر في الخراب حيث لا عمارة، إلى أن يخرج من جبل القمر خلف خط الاستواء (١).

وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال إلا هو وليس نهر يصيب في بحر الروم والصين غير نيل مصر. وليس في الدنيا نهر يزيد ويمد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا وعيونها غير نيل مصر، وكلما زاد الحر كان أقوى لزيادته، وليس في الدنيا نهر يزيد بترتيب غير نيل مصر (٢).

وليس في الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على نيل مصر، ولا يجبي من خراج نهر من أنهار الدنيا ما يجبي من خراج النيل (٣).

[فضل مقبرة مصر]

وأما فضل (٤) مقبرتها فذكر أهل العلم أن الطور من المقطم وأنه داخل فيما وقع عليه القدس في قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: ٥٢]. وقال تعالى: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (٥) [طه: ١٢].

قال كعب: كلم الله تعالى موسى من الطور إلى أطراف المقطم من القدس، وقال تبيع (٦): منازل الفسطاس في القدس.

وروى أن موسى عليه السلام سجد، فسجدت معه كل شجرة من المقطم إلى طوى.

ويروى أنه مكتوب في التوراة: وادي (٧) فتح مقدس جديد - يعني - وادي


(١) أورده ابن ظهيرة، ص ١٥٩ نقلا عن ابن الكندى.
(٢) أورده ابن ظهيرة من ص ١٥٩ نقلا عن ابن الكندى.
(٣) أورده ابن ظهيرة ص ١٥٩ نقلا عن ابن الكندى.
(٤) النصوص الآتية في فضل مقبرة مصر، روى كثيرا منها نقلا عن ابن الكندى: المقريزى في الخطط ١/ ١٢٤، والسيوطى في: حسن المحاضرة ١/ ١٣٨، وابن سعيد في: المغرب ١١، والقلقشندى في: صبح الأعشى ٣/ ٣٠٦، وابن ظهيرة في: محاسن مصر والقاهرة ١٠٨.
(٥) طوى: اسم الوادى.
(٦) هو تبيع بن عامر الكلاعى، (الخطط ١/ ٢٤).
(٧) أ "وإذا فتح" وفى ب "فإذا فتح" والمثبت لدى ابن سعيد في المغرب ص ١١ وهو ينقل عن ابن الكندى.