للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

وبالله التوفيق والإعانة

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدل المعروف بابن النحاس (١) أخبرنا عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري رحمه الله، قال:

هذا كتاب أمر بجمعه وحضَّ على تأليفه أبو المسك كافور (٢)، يذكر فيه مصر وما خصها الله به من الفضل والبركات والخيرات، على سائر البلدان، فزاد الله الأستاذ رغبة في العلم، ولأهله محبة، وعليه مثابرة وشهوة، فمثله رغب في مثله، وحث على جمعه. إذ كان أردشير زمانه في السياسة والعمارة، وواحد دهره في عدله ورأفته، ورفقه برعيته، فلا أزال الله عنا ظله، وأمتعنا ببقائه، ودوام أيامه، وجعل ما خصه به من الفضل في دنياه، موصولا بأخراه.

فجمعت ما أمر به من كتب شيوخ المصريين وغيرهم من أهل العلم والخبرة، والبحث والذكاء والفطنة، والتفتيش والرحلة والطلب.


(١) ولد سنة ٣٢٣ هـ. وسمع بمصر أبا الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المدينى، والحافظ أبا سعيد بن يونس الصدفى وغيرهما. حدث عنه القاضي محمد بن سلامة القضاعى وغيره. توفى سنة ٤١٦ هـ. (الذهبي: سير أعلام النبلاء، ٧/ ٣١٣).
(٢) ذكره الذهبي في تاريخه في وفيات سنة ٣٥٧ هـ بقوله: كافور الخادم الأسود الحبشى الأستاذ أبو المسك الإخشيدى السلطان اشتراه الإخشيدى من بعض رؤساء المصريين، ثم إنه تقدم عند الإخشيد صاحب مصر لعقله ورأيه إلى أن كان من كبار قواده، ثم استقل بأمر مصر سنة ٣٥٥ هـ، وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجيزهم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السِّيَر وأخبار الدولة الأموية والعباسية، توفى سنة ٣٥٧ هـ.
(الذهبي: تاريخ الإسلام وفيات سنة ٣٥٧ هـ).