للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

[مناظر مصر وجمالها]

وأما ما يعجب من رونق منظرها، فذكر عن كعب الأحبار أنه قال: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة، فلينظر إلى مصر إذا أخرفت وغذا أزهرت، وإذا اطردت أنهارها، وتدلت ثمارها، وفاض خيرها، وغنت طيرها.

وعن عبد الله بن عمرو قال: من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها (وتغنى أطيارها (١)).

وقال المأمون لإبراهيم بن تميم: صف لي مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها، وأوجز. قال جحفلة (٢): الفرس في الربيع، وعجزه في الرمل. يريد أنها برية بحرية يرتع الفرس في الربيع، ويبرد في بروده.

وذكر أهل مصر أن موسى بن عيسى الهاشمي (٣) وكان أمير مصر، قال (٤) لهم يومًا وهو بالميدان الذي في طرف المقابر: أتتأملون ما أرى؟ قالوا: وما يرى الأمير؟ قال: أرى ميدان رهان، وجنان نخل، وبستان شجر ومنازل سكنى، وذروة جبل، وجبان أموات، ونهرًا عجاجًا، وأرض زرع، ومرعى ماشية،


(١) ساقط من: أ، ج، وهو في: ب.
(٢) جحفلة الفرس: بمنزلة الشفة للإِنسان.
(٣) هو والى مصر في أيام الرشيد سنة ١٧٥ هـ.
(٤) جاء سهوا في حواشى "المغرب" ص ٣ أن هذه الفقرة غير موجودة في كتاب "فضائل مصر" كما جاء سهوا في حواشى النجوم الزاهرة ٢/ ٦٧ ما يلى: "بحثنا عن عبارة موسى بن عيسى هذه في البداية والنهاية والمقريزى وحسن المحاضرة للسيوطى ونهاية الأرب للنويرى وغيرها من كتب التاريخ التي تحت أيدينا فلم نعثر عليها، وقد وردت عبارة موسى بن عيسى هذه، في السيوطى في حسن المحاضرة ٢/ ٣٣١ والمقريزي في الخطط ٢/ ٥١٣ والنويرى في نهاية الأرب ١/ ٣٥٧.