للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

سليمان وقام من مجلسه، فلما توفي أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك وولي عمر بن عبد العزيز وجه في عزل أسامة قبل دفن سليمان وولي حيان بن شريح، وأمره أن يحبس أسامة في كل جند ستّة أشهر، وأسامة بنى المقياس القديم (١).

وكتب المنصور إلى محمد بن سعيد: وكان يلي خراج مصر يستحثه بالخراج، فكتب إليه يشكو اختلالها، وأنها تحتاج إلى إنفاق فإنها ترد أضعاف ما ينفق فوافق ذلك خروج بن الحسن (٢) (فكتب إليه) (٣):

لا تَكْسَع الشَّوْلَ بأَغْبَارِهَا … إِنك لا تدري من النَّاتِجُ (٤)

فزاد ذلك في انكسارها واختلالها.

وذكر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال للمقوقس: ويحك إنك قد وليت هذا المصر ثلاثين سنة، فبم تكون عمارتها؟ قال: بخصال؛ منها أن تحفر خلجها وتسد جسورها وترعها، ولا يؤخذ خراجها إلا من غلتها، ولا يقبل مطل أهلها، ويوفى لهم بالشروط، وتدر الأرزاق على العمال، لئلا يكون (تأخيرها (٥)) سببًا للارتشاء، ويرفع عن أهلها المعاون والهدايا، ليكون [ذلك لهم (٦)] قوة، فبذلك تعمر ويرجى خراجها.


(١) قارن عن هذا الخبر ابن سعيد في المغرب ص ٧١.
(٢) ظهرت بمصر دعوة بني الحسن بن علي بن أبي طالب وتكلم بها الناس وبايع كثير منهم لبنى الحسن في الباطن، وماجت الناس بمصر، وكاد أمر بنى الحسن أن يتم، وبينما الناس في ذلك قدم البريد برأس إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في ذى الحجة سنة ١٤٥ هـ وقد منع أهل مصر من الحج بسبب خروج هؤلاء العلويين، فلما قتل إبراهيم، أذن لهم بالحج (الكندى: الولاة ص ١١١ - ١١٢ والنجوم الزاهرة ٢/ ١).
(٣) ساقط من أ، وهو في: ب، ج.
(٤) البيت في اللسان (كسع) وينسب للحارث بن حلزة، والمعنى: لا تغزر إبلك تطلب بذلك قوة نسلها، واحلبها لأضيافك، فلعل عدوا يغير عليها، فيكون نتاجها له دونك.
(٥) ساقط من: أ، ب. وهو في: ج.
(٦) تكملة عن: الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة.