للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

يقال لها لوبية، ملك الأرض بأسرها، وذكره الله في كتابه العزيز باسمه، فقال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} [الكهف: ٨٤ - ٨٦].

وبنى سد يأجوج ومأجوج، قال الله تبارك وتعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: ٩٤ - ٩٦]

وبنى الإسكندرية ويروى أنها: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: ٧، ٨].

وبنى الإسكندرية ببلاد الخزر (١) وبنى مدينة سمرقند (٢) وبنى الأبراج والمناظر ببلد البسكس (٣) على بحيرة طابس (٤) في آخر العمارة التي بالشمال، وفعل بالعراق الأفاعيل العجيبة، غضبًا لما فعل بختنصر بمصر، فقتل دارا بن دارا، وخرب العراق.

وكتب إلى معلمه بمصر أرسطاطاليس يشاوره في قتل من بقي منهم.

فكتب إليه: لا تفعل، ولكن ول كل رئيس منهم ناحية من بلده، فإنهم يتنافسون في الرياسة، ولا يجمعهم ملك أبدًا، ففعل فلبثوا على ذلك زمانًا


(١) خزر بالتحريك آخره راء، بلاد الترك خلف باب الأبواب، المعروفة بالدربند قريب من سد ذى القرنين (ياقوت).
(٢) سمرقند: بلد معروف مشهور، قيل: إنه من أبنية ذى القرنين بما وراء النهر (ياقوت).
(٣) كذا في "ج" وفى "أ" ما صورته "السكبس" وفي ب "التسكين" ولم أهتد إليه فيما بين يدى من مصادر.
(٤) كذا في ب، ج. وفى أ "طاس" ولم أهتد إليه فيما بين يدى من مصادر.