للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

والأفيون والأبرميس (١) وشراب العسل والبسر البرني (٢) الأحمر واللبخ والخس والكبريت، والريش والشمع والعسل وخل الخمر والترمس والجُلْبَان (٣) والذرة والنيدة (٤) والأُتْرُجّ (٥) الأبلق والفراريج السرمكية (٦)، وذكر أن مريم عليه السلام شكت إلى ربها قلة لبنها فألهمها أن عملت النيدة فأطعمتها عيسى عليه السلام.

وذكر أهل العلم أنه لا يكاد يرى مترهبو الشام إلا عمشًا من أكلهم العدس ورهبان مصر سالمون من ذلك لأكلهم الجلبان، ولهم البقر الخَيْسِيَّة (٧) المؤبدة للحلب فقط، وهي أحسن البقر صورة، وبقر مصر ليس في الدنيا بقر أعظم منها، حتى أن العفو (٨) منها يساوي أكثر من عفو ثور من غيرها. ولهم حطب السنط والأبنوس والقرط الذي تعلفه الدواب. وذكر بعض أهل العلم أنه يوقد بحطب السنط (٩) عشرين سنة في الكانون أو التنور فلا يوجد له رماد طول هذه المدة.

وقال بعض أهل العلم: ليس في الدنيا شجرة إلا وهي بمصر، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها.


(١) نوع من السمك كان يعيش في بحيرة تنيس.
(٢) تمر أصفر مدور، وهو أجود التمر.
(٣) الجلبان: نبات عشبى من الفصيلة القرنية، بعضها تؤكل بذوره، وبعضها يزرع لأزهاره. وهو من أغذية الأكرة والفلاحين. ابن البيطار ج ١ ص ١٦٤. المعجم الوسيط ج ١ ص ١٣٣.
(٤) النيدة أو النيدا: نوع من الفطائر كان يصنع بمنفلوط وغيرها من القمح بعد تركه أياما في الماء، ثم تجفيفه وطحنه، ثم وضعه تدريجيا في إناء به ماء ساخن لينضج (قاموس دوزى ١/ ٧٤١).
(٥) الأتْرُجُّ: شجر يعلو، ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهب اللون، ذكى الرائحة، حامض الماء. وهو كثير بأرض العرب؛ وتبقى ثمرته عليه جميع السنة. ابن البيطار ج ١ ص ١٠. المعجم الوسيط ج ١ ص ٤.
(٦) لدى السيوطى في حسن المحاضرة ٢/ ٣٢٨، وهو ينقل عن الكندى "الزبلية".
(٧) إلى هنا انتهى الموجود من نسخة (ب). والخيسية: نسبة إلى بلدة خيس من كور الحوف الغربى بمصر التي اشتهرت فيما يبدو بنوع خاص من البقر (راجع ياقوت، مادة: خيس).
(٨) العفا والعفو ولد الحمار ويطلق على ولد البقر.
(٩) السنط قرظ ينبت في الصعيد وهو حطبهم وهو أجود حطب استوقد به الناس.