للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا بن الذين إذا بنوا شادوا وإن ... أسدوا يدا عادوا، وإن يعدوا يفوا

إن حاربوا لم يحجموا، أو قارنوا ... لم يندموا، أو عاقبوا لم يشتفوا

ومتى استجيروا أسعفوا، ومتى استني ... لوا أسرفوا، ومتى استفيدوا أضعفوا

مهيار:

وكم آبقٍ من رق ملكك غامطٍ ... لنعماك لم ينهض بما قد تحملا

عفوت مراراً عن تمادي ذنوبه ... وأبطرته بالعفو حتى توغلا

[فصل في الشفاعة والاستعطاف]

لما قتل الحارث بن أبي شمر الغساني المنذر بن ماء السماء - وهو المنذر الأكبر، وماء السماء أمه - أسر جماعة من أصحابه، وكان فيمن أسر شأس بن عبدة في تسعين رجلاً من بني تميم، وبلغ ذلك أخاه علقمة بن عبدة الشاعر فقصد الحارث ممتدحاً بقصيدته المشهورة التي أولها:

طحا بك قلب في الحسان طروف ... بعيد الشباب عصر حان مشيب

فأنشده إياها حتى بلغ إلى قوله:

إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي ... لكلكلها والقصريين وجيب

إليك ... أبيت اللعن

كان وجيفها

لمشتبهات هو لهن مهيب

هداني إليك الفرقدان ولا حب ... له فوق أعلام المتان علوب

فلا تحرمني نائلاً عن جناية ... فإني امرؤ وسط القباب غريب

وفي كل حي قد خبطت بنعمة ... وحق لشأس من نداك ذنوب

فقال الحارث: نعم، وأذنبة، وأطلق له شأسا أخاه وجماعة أسرى بني تميم، ومن سأل فيه من غيرهم.

ومن الشفاعات التي تضاعف الانتفاع بها لتصحيف اتفق فيها، وقلما ينتفع بالتصحيف، ما حكاه أبو عبد الله حمزة بن الحسين الأصبهاني قال: ورد على الفرزدق البصرة مولى له من البادية، فأخبره أنه خلف بسفوان امرأة قد عاذت بقبر أبيه غالب، فرد الفرزدق مولاه من فوره إلى سفوان ...

علي بن الجهم:

لئن جل ذنب ولم أعتمد: ... لأنت أجل وأعلى يدا

أقلني أقالك من لم يزل ... يقيك ويصرف عنك الردى

سعيد بن حميد:

اغتفر زلتي لتحرز فضل ال ... عفو عني ولا يفوتك أجري

لا تكلني إلى التوسل بالعذ ... ر لعلي أن لا أقوم بعذري

كاتب بكر:

ولو أن فرعون لما طغى ... وقال على الله إفكا وزورا

أناب إلى الله مستغفرا ... لما وجد الله إلا غفورا

الشهزروري:

يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ... بما جناه وانتهى عما اقترف

بقوله: (قل للذين كفروا ... إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)

مهيار:

أعيذك بالمجد المحسد أن يرى ... جنابك عني ضيقاً وهو واسع

وأعجب ما حدثته حفظك العلا ... وعبدك في أيام ملكك ضائع

أبو إسحق الصابي:

أمولاي مولاك الذي أنت ربه ... إليك على جور النوائب يستعدي

وهذي يدي مدت إليك بقصة ... أعيذك فيها من إباء ومن رد

<<  <   >  >>