للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلام لا منظومه ولا منثوره» (١).

ثانيًا: التلذذ بتلاوة القرآن:

إن لآيات الله أثرًا عميقًا في النفوس؛ فينبغي أن يطلبه القارئ باذلًا وسعه مستفرغًا طاقته، مستجمعًا مواطن البلاغة القرآنية، ناظرًا إلى أثرها النفسي على روحه ووجدانه، مخاطبًا عقله وقلبه.

إن التلذذ بالقرآن نعمة لا تعدلها - بجمالها وقدسيتها - نعمة، فأي شيءٍ أجمل وأنبل من خطاب الرحيم الرحمن عِبَاده بمعجزةٍ خالدةٍ تأخذ بالألباب وتحلق بالأرواح في آفاقٍ من الخشوع والسكينة يعيشها من يستلذ بجمال هذا الخطاب الرباني، ويبحر في أسراره وفوائده.

يقول ابن القيم - رحمه الله -: «فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم، فإن من المعلوم أن من أحب محبوبًا كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه» (٢).

ثالثًا: أن يعرض الإمام نفسه على كتاب الله:

ما أجمل قارئ القرآن وهو يعرض نفسه على كتاب الله - عز وجل -، ويستحضر أنه هو المخاطب بهذه الآيات، فيقرأ آيات القرآن؛ ليؤدب


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٧٠).
(٢) الجواب الكافي ص (٢٣٥).

<<  <   >  >>