٨٧٤ - وَابْنُ يُوسُفَ هَذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِفْظِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُكَاتَبَةٌ وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى لِي أَخْذُ إِجَازَاتِ شُيُوخِ الْأَنْدَلُسِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة كَابْنِ عَتَّابٍ وَأَبِي بَحْرٍ وَابْنِ طَرِيفٍ وَنُظَرَائِهِمْ بِقُرْطُبَةَ وَابْنِ أَبِي تَلِيدٍ وَابْنِ جَحْدَرٍ بِشَاطِبَةَ وَخَلِيصٍ بِبَلَنْسِيَةَ جَزَاهُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرَ الْجَزَاءِ وَحَشَرَهُ فِي جُمْلَةِ الْأَوْلِيَاءِ السُّعَدَاءِ وَرَوَى فِي تَوَالِيفِهِ عَنْ صِهْرِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ عَنِّي كَثِيرًا وَصَنَّفَ كِتَابًا فِي الْحُفَّاظِ فَبَدَأَ بِالزُّهْرِيِّ وَخَتَمَ بِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَزَاهُ خَيْرًا
٨٧٥ - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ الْكِنْدِيُّ الْوَرَّاقُ لِنَفْسِهِ بِمِصْرَ
(أَغْضَبْتُ رَبِّي عَلَى عِلْمٍ بِسَطْوَتِهِ ... عَلَى الْعُصَاةِ وَمَا أَغْضَبْتُ شَيْطَانِي)
(آثَرْتُ نَفْسِي عَلَى دِينِي لِشِقْوَتِهَا ... يَا وَيْحَ نَفسِي لقد فازت بخسران) // الْبَسِيط //
٨٧٦ - أَبُو الْحَسَنِ هَذَا كَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ أَبِي الْوَفَاءِ صَحِبَ ابْنَ سَابِقٍ الصَّقَلِّيِّ فِي صِغَرِهِ وَوَعَظَ ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالْوِرَاقَةِ وَتَرَكَ الْوَعْظَ وَقَدْ وَقَعْتُ لَهُ عَلَى تَأْلِيفٍ سَمَّاهُ ذَخَائِرَ الْوَاعِظِينَ وَسَرَائِرَ الْعَامِلِينَ يَشْتَمِلُ عَلَى خَمْسِينَ بَابًا مِنْ كَلَامِهِ عَلَّقْتُ مِنْهُ فَوَائِدَ وَسَمِعْتُهَا عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْمُجِيدِينَ فِي النَّثْرِ وَالنَّظْمِ
٨٧٧ - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَرْقِيَّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ كَانَ لِوَالِدِي جَارِيَةٌ رُومِيَّةٌ مُتَشَدِّدَةٌ فِي النَّصْرَانِيَّةِ وَقَدْ أَعْتَقَهَا وَهِيَ الَّتِي رَبَّتْنَا وَكُنَّا نَجْتَهِدُ بِهَا أَنْ تُسْلِمَ فَتَأَبَى فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ عُمْرِهَا رَأَتْ فِي الْمَنَام عِيسَى بن مَرْيَمَ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا أَسْلِمِي فَوَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِهَا وَلَمْ تُسْلِمْ فَرَأَتْهُ ثَانِيَةً وَهُوَ يَقُولُ أَسْلِمِي فَأَسْلَمَتِ اخْتِيَارًا مِنْهَا وَحَكَتْ لَنَا مَا رَأَتْ وَمَاتَتْ عَنْ قَرِيبٍ وَدَفْنُهَا فِي مَقَابِرِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute