يَقُولُ دَخَلَ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ حَمْدِيسَ الصَّقَلِّيُّ عَلَى صَاحَبِ بَوْنَةَ.
كَرَامَةَ بْنِ الْمَنْصُورِ بَعْدَ أَنْ كُفَّ بَصَرُهُ فَقَالَ كَيْفَ حَالُ الشَّيْخِ فَقَالَ كَيْفَ حَالُ مَنْ كَانَ صَاحِبَ عَيْنَيْنِ فَصَارَتَا غَيْنَيْنِ.
فَاسْتَحْسَنَ كَلامَهُ وَقَالَ خُذْ هَذِهِ الْعَصَا وَتَعَكَّزْ عَلَيْهَا فَمَدَّ يَدَهُ فَوَجَدَهُ غُلَامًا بَاعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِينَ دِينَارًا.
٩٢٤ - سَمِعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْجِيزِيَّ الْكُتُبِيَّ بِالثَّغْرِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْقَاسِمِ مَكِّيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ النَّحْوِيَّ يَقُولُ سَمِعت الْقَاضِيَ أَبَا الْحُسَيْنِ السِّيرَافِيَّ بِمِصْرَ يَقُولُ بَلَغَتْ كُتُبِي الْمُجَلَّدَةُ أَحَدَ عَشَرَ ألف مُجَلد وَسَبْعمائة وَعَشَرَاتٍ وَمِنَ الْمَنْثُورِ مَا إِذَا عولت على تجليده أردْت ثَلَاثمِائَة دِينَارٍ.
٩٢٥ - أَبُو الْحَسَنِ الْجِيزِيُّ كَانَ أَعْرَفَ النَّاسِ بِالْخُطُوطِ وَأَثْمَانِ الْكُتُبِ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ مِنْهُ كَثِيرًا وَعَلَّقْتُ عَنْهُ فَوَائِدَ أَدَبِيَّةً وَحِكَايَاتٍ وَشَيْئًا مِمَّا أَنْشَدَهُ أَبُو الْحَسَنِ الصَّقَلِّيُّ الْعَرُوضِيُّ وَغَيْرُهُ فَمِمَّا أَنْشَدَنِي قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرُوضِيُّ لِنَفْسِهِ
(هَذِي الْخُدُودُ وَهَذِهِ الْحَدَقُ ... فَلْيَدْنُ مَنْ بِفُؤَادِهِ يَثِقُ)
(عَنُفُوا عَلَيَّ بِلَوْمِهِمْ زَمَنًا ... لَوْ جُرِّعُوا كَأْسَ الْهَوَى شَرِقُوا)
(مَا الْحُبُّ إِلَّا مَسْلَكُ خَطِرٌ ... عَسِرُ النَّجَاةِ وَمَوْطِئٌ زَلِقُ)
(لَوْ أَنَّهُمْ عَشِقُوا لَمَا عَذَلُوا ... لكِنهمْ عذلوا وَمَا عشقوا) // الْكَامِل //
وَقَدْ أَنْشَدَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةُ أَبُو الرَّجَاءِ بَشِيرُ بْنُ الْمُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ الْمِصْرِيُّ الْمَنْطِيقِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ الصَّقَلِّيُّ وَزَادَ فِيهَا
(أَمَّا اللِّئَامُ فَإِنَّهُمْ بَلِهُوا ... مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا أَنَّهُمْ حَذِقُوا)
(رُزِقُوا وَمَا خُلِقُوا لِمَكْرُمَةٍ ... فَكَأَنَّهُمْ خُلِقُوا وَمَا رزقوا) // الْكَامِل //