١٢٠١ - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ مِصْرَ وَالْمُمَوِّلِينَ بِهَا شَافِعِيَّ الْمَذْهَبِ مُحِبًّا لِلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ وَمَوْلِدُهُ بِالْيَمَنِ وَحِينَ تُوُفِّيَ أُخِذَ مَالُهُ جَمِيعًا وَغِلْمَانُهُ وَأَسَانِيدُهُ أَقَمْتُ فِي دَارِهِ مُدَّةَ مُقَامِي بِمِصْرَ وَكَانَ ظَاهِرَ الْمَرُوءَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ
١٢٠٢ - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ظُنَّةَ السَّهْمِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ بِالثَّغْرِ قَالَ أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَعْلَمُ لِنَفْسِهِ بِالْأَنْدَلُسِ
(عَزَفَتْ عَزُوفُ وَأَنْكَرَتْ لَمَّا بَدَا ... بُرْدٌ بِرَأْسِي لِلْمَشِيبِ مُفَوَّفُ)
(وَتَمَيَّزَتْ وَقَدِ اسْتَرَابَتْ قَوْلَهَا ... فَاحْمَرَّ وَضَّاحٌ وَغَمَّضَ أَوْطَفُ)
(مَا حَلَّ وَفْدُ الشَّيْبِ سَاحَةَ مَعْشَرٍ ... إِلَّا تَنَكَّرَ مِنْهُمْ مَا يُعْرَفُ)
(إِنْ أَنْكَرَتْ شَيْبِي فَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ ... مَاءُ الْفِرِنْدِ بِصَفْحَتَيْهِ الْمُرْهَفُ)
(وَالرَّوْضُ لَا يَعْتَمُّ فِي أَوْصَانِهِ ... إِلَّا إِذَا وَلَّى الرّبيع الصَّيف) // الْكَامِل //
١٢٠٣ - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَدَبِ الْبَارِعِ وَالشِّعْرِ الرَّائِعِ قَدِمَ الثَّغْرَ وَكَتَبَ عَنِّي مِنَ الْحَدِيثِ جُمْلَةً صَالِحَةً وَلَهُ إِلَيَّ قَصَائِدُ وُمَقَطَّعَاتٌ كَثِيرَةٌ وَحَجَّ وَكَتَبَ بِمَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَذْكَى النَّاسِ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَقْتَ تَوَجُّهِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى وَطَنِهِ
وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ظُنَّةَ
ابْنِ طُنَّةَ وَرُبَّمَا كُتِبَ بِالذَّالِ بَدَلًا عَنِ الظَّاءِ وَهُوَ اسْمٌ رُومِيٌّ وَتَفْسِيرُهُ سَيِّدٌ وَقَدْ يُكْتَبُ بِوَاوٍ بَيْنَ الظَّاءِ وَالنُّونِ فَيُقَالُ ظُونَهْ أَوْ ذُونَهْ بِالذَّالِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ الْأَشْهَرُ فَيُذْكَرُ حِينَئِذٍ ظُونَهْ مَعَ طَرَفَةِ بْنِ الْعَبْدِ وَظُنَّهْ مَعَ ابْنِ أَبِي طُنَّةَ الْمِصْرِيِّ وَذُونَهْ مَعَ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ وَذُنَّةُ مَعَ ابْنِ رَتَّةَ الْأصْبَهَانِيِّ وَغَيْرِهِ
وَهُوَ شَنْتَمْرِيٌّ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ جُمْلَةً مِنْ أَشْعَارِ مُتَأَخِّرِي شُعَرَاءِ الْأَنْدَلُسِ الَّذِينَ رَآهُمْ وَجَعْفَرٌ الَّذِي أَنْشَدَنِي عَنْهُ هَذَا الْمَقْطُوعَ هُوَ حَفِيدُ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَعْلَمِ عَلَمِ الْعِلْمِ فِي عَصْرِهِ بِقُرْطُبَةَ